جراحی صرع

علاج الصرع جراحيا

جراحة الصرع

إذا كنت تعاني من الصرع وقد تم تجربة أدوية مختلفة للتحكم في نوباتك دون جدوى ؛ فقد تكون الجراحة خيارًا علاجيًا مناسبًا لك. هناك حاليًا طرق جراحية مختلفة لعلاج الصرع. يلعب موقع بدء النوبة في دماغك دورًا مهمًا في تحديد نوع الجراحة المناسبة. لا يوجد مريضان مصابان بالصرع متشابهين تمامًا. إذا كانت الجراحة خيارًا لك ؛ فستقدم لك فرق أطباء الصرع المتخصصون مزيدًا من المعلومات حول مزايا وعيوب العمليات الجراحية حتى تتمكن من اتخاذ قرار مستنير. لذا حاول أن تكون صادقًا مع فريقك الطبي ولا تتردد أبدًا في طرح أي أسئلة تدور في ذهنك. هدفهم الوحيد هو مساعدتك ؛ لذا اتبع إرشاداتهم. الهدف الرئيسي من جراحة الصرع هو تقليل عدد وشدة النوبات ، وفي المثالية وقف النوبات تمامًا. هناك أنواع مختلفة من جراحة الصرع.

ما هو جراحة الصرع؟

جراحة الصرع هي نوع من جراحات المخ التي تهدف بشكل أساسي إلى إيقاف أو تقليل عدد النوبات وشدتها. تشنجات الصرع هي عبارة عن طغیان غير منضبط للنشاط الكهربائي بين الخلايا العصبية في الدماغ، مما يتسبب في تغيرات في الجسم تشمل:

  • تغيرات في مستوى الوعي
  • فقدان التحكم في العضلات (قد تتشنج عضلات الشخص أو ترتعش بشكل مفاجئ)
  • تغيرات في الحواس
  • تغيرات في المشاعر
  • تغيرات سلوكية

تشمل طرق جراحة الصرع ما يلي:

  • استئصال جزء من الدماغ حيث تبدأ النوبات.
  • قطع الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ لمنع انتشار النوبات إلى مناطق أخرى من الدماغ.
  • استخدام الليزر لتسخين وتدمير الخلايا العصبية التي تبدأ فيها النوبات.
  • زرع أجهزة تشبه أجهزة تنظيم ضربات القلب والقطب الكهربائية لإرسال إشارات كهربائية لمنع أو تعطيل نشاط النوبات في مصدرها الرئيسي.
  • وضع أسلاك قطبية دقيقة (باستخدام التوجيه الروبوتي) لتسجيل نشاط النوبات العميقة في الدماغ.

متى قد يحتاج مريض الصرع إلى الجراحة؟

عادة ما يتم النظر إلى جراحة الصرع كخيار علاجي في الحالات التالية:

  • لا تتحكم الأدوية المضادة للصرع في نوبات المريض. (يُعرف هذا النوع من الصرع عادة باسم الصرع المقاوم للأدوية أو الصرع المقاوم للعلاج الطبي. هذا يعني من الناحية الفنية أنه تم تجربة دوائين على الأقل للتحكم في نوبات المريض، لكن لم يكن لها أي تأثير.)
  • لا يستطيع المريض تحمل الآثار الجانبية للأدوية المضادة للصرع.
  • لم يساعد النظام الغذائي العلاجي، مثل النظام الغذائي الكيتوني (حمية الكيتو)، في التحكم في نوبات المريض.
  • يعاني المريض من نوبات متكررة وشديده ومُضعفة.
  • قد يُنصح أيضًا بالجراحة إذا كانت النوبات ناتجة عن حالات غير صرعية مثل ورم في المخ أو تشوه شرياني وريدي.

من هم المرشحون المناسبون لجراحة الصرع؟

يكون لجراحة الصرع أعلى معدلات النجاح في الأشخاص الذين:

  • تبدأ نوباتهم وتبقى في منطقة واحدة من دماغهم.

  • لا تسبب الجراحة مشاكل جديدة أو إضافية في ذاكرة الشخص أو كلامه أو بصره أو حركته.

تفاصيل إجراء جراحة الصرع

ما هي الاختبارات التي يتم إجراؤها لتحديد ما إذا كان الشخص مرشحًا مناسبًا لجراحة الصرع أم لا؟

يقوم الأطباء عادة بإجراء اختبارات ما قبل الجراحة على جميع الأشخاص (بما في ذلك الأطفال والبالغين) الذين هم مرشحون لجراحة الصرع.

أهداف إجراء اختبارات ما قبل الجراحة هي:

  • تحديد ما إذا كانت الاختبارات معًا يمكن أن تحدد موقع بدء النوبات في دماغ الشخص أم لا.
  • تحديد ما إذا كان يمكن إزالة المنطقة المحددة من نسيج الدماغ بأمان أو قطع الاتصال بين مناطق الدماغ بشكل آمن وموثوق.
  • تحديد الوظائف الحيوية التي تقع بالقرب من منطقة الدماغ التي تبدأ منها النوبات.
  • المساعدة في التنبؤ بنتيجة الجراحة ؛ ما إذا كان عدد أو شدة النوبات سيقل بعد الجراحة ، وما إذا كانت ستتوقف تمامًا.

عادة ما يكون هناك مستويان من الاختبارات قبل جراحة الصرع. تتضمن المرحلة الأولى اختبارات غير جراحية. ولكن تتطلب المرحلة الثانية من الاختبار الجراحة. يعتمد اختيار أي من هذه الاختبارات مناسبًا للشخص على قرار فريق الجراحة.

الاختبارات المرحلية الأولى

تشتمل الاختبارات المرحلية الأولى على:

  • الرسم الكهربائي للدماغ (EEG): وهو اختبار قياسي يتم إجراؤه على جميع الأشخاص المصابين بالصرع أو المشتبه بإصابتهم به. في هذه الطريقة، يضع الطبيب أقطاب كهربائية على جميع أجزاء فروة رأس الشخص لقياس النشاط الكهربائي لمناطق مختلفة من الدماغ. يستخدم الأطباء EEG عادةً لتشخيص الصرع وتحديد مكان بدء النوبة في دماغ الشخص وتحديد ما إذا كانت النوبة موضعية أم منتشرة في جميع أنحاء الدماغ. على الرغم من أن EEG قد لا يسجل النوبة على الفور، إلا أن النشاط غير الطبيعي للدماغ الذي تسجله هذه الآلة يشير إلى احتمالية حدوث نوبة.
  • EEG الفيديو في المستشفى: هذا النوع من الاختبار أطول من EEG العادي ويتم إجراؤه خلال عدة أيام من دخول الشخص إلى المستشفى. في هذه الحالة، يتم إيقاف مضادات الاختلاج لدى الشخص. بينما يسجل هذا الاختبار نوبات الشخص على مخطط الدماغ، تقوم الكاميرا أيضًا بتسجيل حركاته أثناء النوبة. تساعد هذه المعلومات معًا على تحديد مكان بدء النوبات وكيف تؤثر على أداء الشخص.
  • التصوير بالانبعاث البوزيتروني (PET): في هذا الاختبار، يقيس جهاز المسح وظائف الدماغ في جميع مناطق الدماغ. يمكن أن يساعد ذلك في تحديد مكان بدء النوبة حتى عندما لا يكون الشخص في حالة نوبة. يستخدم الأطباء عادةً هذه الطريقة جنبًا إلى جنب مع التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • التصوير المقطعي المحوسب باعتماد انبعاث الفوتون الواحد (SPECT): يتم إجراء هذا الاختبار عادةً عندما يكون الشخص في المستشفى ويخضع لرقابة EEG بالصور. إذا كان الشخص قد تعرض لنوبة صرع أثناء EEG بالفيديو، فإن تدفق الدم إلى المنطقة التي تبدأ فيها النوبة يزداد. يمكن لمسح SPECT للدماغ تحديد منطقة الدماغ التي زاد فيها تدفق الدم.
  • التقييم العصبي النفسي و MRI الوظيفي: تقيم الاختبارات العصبية النفسية المهارات اللغوية ووظائف الذاكرة والمهارات التعليمية الأخرى للشخص. يتم استخدام هذا الاختبار كأساس لتقييم ومقارنة التغييرات قبل وبعد الجراحة. يقيم اختبار MRI الوظيفي نشاط الدماغ أثناء أداء وظيفة معرفية، مثل التذكر أو القراءة. يساعد هذا جراح الأعصاب في تحديد مناطق الدماغ التي تتحكم في هذه الوظائف.
  • اختبار وادا (Wada Test): في هذا الاختبار، يتم حقن دواء في الشريان السباتي للشخص (شريان في الرقبة). يُغيب هذا الدواء جانبًا واحدًا من دماغ الشخص لمدة دقيقة إلى خمس دقائق، حيث يمكن للأطباء اختبار لغة الشخص وذاكرته في نصف الكرة الآخر (نصف الكرة المستيقظ) للشخص. يمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد أي نصف كرة دماغ يلعب دورًا مهيمنًا في وظائف الدماغ المختلفة.

المرحلة الثانية من التجارب السريرية

في المرحلة الثانية من التجارب السريرية، يتم وضع أقطاب كهربائية على سطح الدماغ أو داخل أنسجة الدماغ من خلال عملية جراحية. هذه الأقطاب الكهربائية أقرب إلى موقع نوبات الصرع من تلك التي توضع على فروة الرأس في المرحلة الأولى من التجارب.

  • وضع الأقطاب الكهربائية: في هذه المرحلة، يضع الطبيب الأقطاب الكهربائية مباشرة على سطح الدماغ في المنطقة المحددة بناءً على نتائج المرحلة الأولى من التجارب. يمكن أيضًا ربط الأسلاك بالأقطاب الكهربائية الموجودة في أعماق الدماغ في المنطقة المحددة. يسجل كل قطب كهربائي نشاط الدماغ على طول السلك.
  • رسم خرائط الدماغ الكهربائية ثلاثية الأبعاد (SEEG): في هذه الطريقة، يتم وضع الأقطاب الكهربائية في أعماق مختلفة من الدماغ، أي في المنطقة المحددة والشبكات المحيطة بها، لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد لكيفية بدء نوبات الصرع وانتشارها.
  • رسم خرائط وظائف الدماغ: بعد تحديد الطبيب لمناطق نوبات الصرع في الدماغ، يقوم بتحفيز مناطق مختلفة من الدماغ بشكل موجز من خلال الأقطاب الكهربائية التي يضعها على دماغ الشخص. هذا يسمح برسم خرائط للمناطق الوظيفية المهمة. الهدف من هذا الاختبار هو تحديد ما إذا كان هناك تداخل بين مناطق توليد نوبات الصرع والمناطق الحيوية لوظائف الدماغ. سيؤدي ذلك إلى تقييد الجراحة لمنطقة المشكلة فقط وتقليل المشاكل المعرفية (مشاكل التفكير والاستدلال) بعد الجراحة.

أنواع جراحة الصرع

هناك العديد من أنواع جراحة الصرع ، وسنقدم ملخصًا موجزًا لها فيما يلي:

جراحة الاستئصال (Surgical Resection)

في جراحة الاستئصال ، يقوم جراح الأعصاب بإزالة جزء محدد من الدماغ. يمكن لجراح الأعصاب إزالة أنسجة الدماغ في المنطقة التي تبدأ فيها النوبة أو إزالة أنسجة الدماغ غير الطبيعية التي تسبب النوبة جراحيًا. هناك العديد من أنواع جراحة الاستئصال ، بما في ذلك:

  • استئصال الآفة (Lesionectomy): في هذه الجراحة ، تتم إزالة الآفات مثل الأورام والأورام الوعائية الكهفية (Cavernous Hemangiomas) والشذوذ الشريانية الوريدية التي قد تسبب النوبات.
  • استئصال الفص (Lobectomy): في هذا الإجراء الجراحي ، تتم إزالة فص (جزء من الدماغ). ينقسم كل جانب من دماغك إلى أربعة فصوص: الجبهي أو الأمامي (أمام الرأس) ، الصدغي (فوق الأذنين) ، الجداري (فوق الفص الصدغي) ، والقذالي (الجزء الخلفي من الرأس). في استئصال الفص ، يقوم جراح الأعصاب بإزالة الفص من الدماغ الذي تبدأ منه النوبة. استئصال الفص الصدغي هو أكثر أنواع جراحة الصرع شيوعًا.
  • استئصال الفصوص المتعددة (Multilobar Resection): في هذا الإجراء الجراحي ، تتم إزالة جزء أو كل من فصين أو أكثر من دماغ الشخص. يتم إجراء هذه الجراحة فقط إذا لم تكن هناك وظائف حيوية في مناطق الفص هذه.
  • استئصال نصف الكرة الدماغية أو استئصال نصف الكرة المخية (Hemispherectomy): في هذا الإجراء الجراحي ، تتم إزالة جزء من نصف كرة دماغية أو يتم قطع اتصاله بنصف الكرة الدماغية الأخرى. يشير قطع الاتصال هنا إلى قطع الألياف التي تربط بين الفصوص اليمنى واليسرى من الدماغ. عادة ما يتم إجراء هذه الجراحة فقط عندما يكون الشخص مصابًا بنوبات صرع شديدة غير قابلة للسيطرة وموهنة. في هذه الحالات ، يكون نصف الكرة الدماغية المراد إزالته قد تعرض لأضرار جسيمة ، وبالتالي يعاني الشخص من الشلل أو فقدان الإحساس.
  • العلاج الحراري بيني بالليزر (LiTT) (Laser interstitial thermal therapy): هو إجراء جراحي طفيف التوغل للأشخاص المصابين بالصرع المقاوم للأدوية. يستخدم LiTT تقنية الليزر لتدمير خلايا الدماغ التي تسبب النوبات. غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يتم علاجهم بهذه الطريقة من ألم أقل بكثير بعد الجراحة ويكونون في فترة نقاهة أقصر بكثير.
  • العلاج الحراري بالتردد الراديوي الاستريوتاكتيكي (SRAT) (Streotactic Radiofrequency Ablation Therapy): هو إجراء جراحي طفيف التوغل آخر للأشخاص المصابين بالصرع المقاوم للأدوية. يستخدم SRAT طاقة التردد الراديوي لتدمير خلايا الدماغ التي تسبب النوبات ، ويختبر الأشخاص الذين يخضعون لجراحة الصرع المفتوحة التقليدية ألمًا أقل بعد الجراحة ويكونون في فترة نقاهة أقصر بكثير.

جراحة الفصل (Surgical Disconnection)

في هذه الإجراءات الجراحية ، يتم قطع الاتصال بين منطقة الدماغ التي تسبب النوبة والأنسجة الطبيعية للدماغ التي لم يتم المساس بها.

  • تشريح الجسم الثفلي (Corpus Callosotomy): في هذا الإجراء الجراحي ، يتم قطع كتلة الأنسجة التي تربط بين نصفي الكرة الدماغية. يتم إجراء هذه الجراحة عندما تبدأ النوبات الشديدة والموهنة في جانب واحد من دماغ الشخص وتنتشر إلى الجانب الآخر من الدماغ.
  • الشقوق المتعددة تحت المصفوفة (Multiple Subpial Transections): في هذا الإجراء الجراحي ، يتم إجراء العديد من الشقوق الضحلة في منطقة محدودة من أنسجة الدماغ. تقطع هذه الشقوق الاتصال بين الخلايا العصبية التي تحدث فيها النوبات وبقية الخلايا العصبية الطبيعية. يتم إجراء هذه الجراحة عندما لا يكون من الآمن أو العملي إزالة منطقة الدماغ التي تحدث فيها النوبات.

جراحة الراديو التجسيمية (Stereotactic Radiosurgery)

في هذه الجراحة ، يتم استخدام التصوير المقطعي المحوسب ثلاثي الأبعاد لتوجيه أشعة دقيقة من الإشعاع إلى جزء من الدماغ ؛ الهدف هنا هو تدمير الخلايا العصبية التي تسبب النوبات بسلوكها الخاطئ.

العلاج بالليزر الحراري الخلالي

هذا الإجراء الجراحي أقل توغلًا من جراحات الدماغ المفتوحة الأخرى. في هذه الطريقة ، يقوم جراح الأعصاب أولاً بعمل ثقب صغير في جمجمة الشخص ، ثم يستخدم مسح التصوير بالرنين المغناطيسي لتوجيه مسبار صغير إلى منطقة الدماغ التي تبدأ فيها النوبة. ثم يتم تركيز طاقة الليزر على موقع بداية النوبة. يتم تحويل هذه الطاقة إلى طاقة حرارية وتدمر الخلايا العصبية في موقع النوبة. يتم مراقبة درجة حرارة الأنسجة المجاورة أثناء العملية بواسطة برنامج كمبيوتر لمنع تلفها الحراري. عادة ما يتم استخدام هذا الإجراء الجراحي عندما تكون منطقة النوبة محصورة في منطقة صغيرة.

التحفيز العصبي (Neuromodulation) أو دمج الأعصاب (الأجهزة المزروعة)

في هذه الطرق ، يتم زرع أجهزة في الجسم لتحسين التحكم في نوبات الشخص. لا تتم إزالة أي أنسجة دماغية في هذه الطرق. وتشمل هذه الطرق:

  • تحفيز العصب المبهم (Vagus Nerve Stimulation): في هذه الطريقة ، يتم زرع أسلاك رصاصية كهربائية حول عصب المبهم في رقبة الشخص المصاب بالصرع. يبدأ العصب المبهم من الجزء السفلي من الدماغ ويمتد إلى البطن. ثم يتم زرع جهاز مولد نبضات صغير بحجم علبة الكبريت تحت عظمة الترقوة للشخص. يرسل هذا المولد نبضات كهربائية خفيفة ومبرمجة إلى دماغ الشخص ؛ هذا يعطل أي تراكم غير طبيعي للنبضات الكهربائية التي تحدث عادة أثناء النوبة. إنها طريقة علاجية خارجية للصرع ، وعادة ما تكون مناسبة للأشخاص الذين تم تجربة نوعين أو أكثر من أدوية الصرع عليهم ولكن لم يتمكنوا من السيطرة على نوباتهم ؛ كما أنها مناسبة للأشخاص الذين ليسوا مرشحين لأنواع أخرى من الجراحة أو لم تكن جراحتهم ناجحة.
  • التحفيز العصبي المستجيب (Responsive Neurostimulation): في هذه الطريقة ، يتم زرع جهاز جراحيًا في نسيج الدماغ أو على سطح نسيج الدماغ في المنطقة التي تبدأ فيها نوبات الشخص. عندما يكتشف الجهاز بداية النوبة ، فإنه يرسل دفعة كهربائية لإيقاف النوبة. تمت الموافقة على زراعة هذه الأجهزة للبالغين الذين يعانون من نوبات صرعية بؤرية (نوبات محصورة في منطقة واحدة من الدماغ) لم يتمكن نوعان أو أكثر من أدوية الصرع من السيطرة عليها.
  • تحفيز الدماغ العميق (Deep Brain Stimulation): في هذه الطريقة ، يتم زرع قطب كهربائي في الدماغ ويتم زرع جهاز تحفيز تحت جلد الصدر. يتم توجيه سلك القطب الكهربائي بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي لوضعه بدقة أسفل موقع بداية النوبة. ثم يرسل جهاز التحفيز إشارات إلى القطب الكهربائي لتعطيل إشارات الخلايا العصبية التي قد تسبب النوبات.

ما يحدث أثناء جراحة الصرع؟

يتم حلاقة جزء من فروة الرأس في المنطقة التي ستجرى فيها الجراحة. ثم يقوم طبيب التخدير بِإعطاء المريض الأدوية اللازمة لجعله فاقدًا للوعي تمامًا خلال الجراحة. يراقب طاقم التمريض عن كثب ضربات قلب المريض ومستوى الأكسجين في دمه وضغط دمه طوال مدة الجراحة.

يقوم جراح الأعصاب بِفتح ثقب صغير في الجمجمة من أجل الوصول إلى الدماغ. في بعض الحالات، قد يتم إجراء فحص مخطط كهربائي للدماغ (EEG) أثناء الجراحة لتحديد موقع بدء النوبات أو مصدرها بدقة.

قد يكون من الضروري إيقاظ المريض أثناء الجراحة للإجابة على أسئلة جراح الأعصاب. يساعد ذلك في توجيه الجراحة ويسمح للجراح بتحديد مناطق الدماغ التي تتحكم في الوظائف الحيوية مثل الكلام والحركة. يظل المريض فاقدًا للوعي تمامًا خلال هذه المرحلة من الجراحة.

بعد تحديد موقع النوبات بدقة، يقوم جراح الأعصاب بعلاج المنطقة المسؤولة عن حدوث النوبات في نسيج الدماغ باستخدام طريقة جراحية مناسبة. بعد الانتهاء من الجراحة، يعيد جراح الأعصاب عظم الجمجمة الذي تمت إزالته في بداية الجراحة إلى مكانه ويغلقها بإحكام. يتم خياطة المنطقة المُقطوعة من فروة الرأس. يتم تغطية مكان الجراحة بضماد معقم.

تستغرق جراحة الصرع عادةً بضع ساعات.

ماذا يحدث بعد جراحة الصرع؟

يعاني المريض من تورم وألم في فروة الرأس والوجه بعد جراحة الصرع. يحاول الطبيب السيطرة على هذه الأعراض من خلال وصف الأدوية. عادة ما تختفي هذه الأعراض في غضون بضعة أسابيع. يمكث معظم المرضى الذين يخضعون لجراحة الصرع يومًا واحدًا في وحدة العناية المركزة وثلاثة إلى أربعة أيام في الأجنحة العامة للمستشفى.

يجب على المريض الاستمرار في تناول الأدوية المضادة للصرع لفترة من الوقت بعد الجراحة. تحمي هذه الأدوية الدماغ أثناء تعافيه وتقلل من خطر حدوث نوبات في المستقبل.

يحتاج المريض إلى الكثير من الراحة بعد جراحة الصرع. يمكنه العودة تدريجياً إلى أنشطته اليومية بعد حوالي 4 إلى 6 أسابيع. قد يستغرق الأمر من شهر إلى ثلاثة أشهر حتى يتمكن المريض من العودة إلى العمل أو المدرسة.

إذا لم يعاني المريض من أي نوبات لمدة عام أو أكثر، فقد يقلل الطبيب تدريجياً من جرعة دواء المريض أو يوقفه تمامًا.

لا يحتاج المريض إلى علاج تأهيلي طالما لم تتأثر أو تعطل وظائفه الحيوية مثل الكلام والذاكرة والحركة أثناء الجراحة.

مخاطر و مزايا جراحة الصرع

ما هي مخاطر جراحة الصرع؟

جميع العمليات الجراحية تنطوي على مخاطر. المخاطر الشائعة في الجراحة تشمل:

  • ردة الفعل على التخدير
  • النزيف
  • العدوى
  • تلف الأنسجة، والذي يستهدف الدماغ بشكل خاص في هذه الحالة
  • تأخير التئام موقع الجراحة

بالإضافة إلى هذه المخاطر، يمكن أن تؤثر جراحة الدماغ على الوظائف الحيوية للشخص مثل الذاكرة والكلام والبصر والحركة. يتم التحكم في هذه الوظائف بواسطة أجزاء مختلفة من الدماغ.

لهذا السبب، يقوم الأطباء والفرق الطبية بإجراء اختبارات مختلفة لرسم خرائط لدماغ المريض قبل بدء الجراحة لتحديد موقع بدء النوبات الدردية بدقة. عادة ما يبذل فريق الجراحة قصارى جهده لتجنب إلحاق الضرر بهذه المناطق الحيوية من الدماغ أثناء العملية.

هل هناك أنواع معينة من جراحات الصرع أقل خطورة من غيرها؟

على الرغم من أن جميع العمليات الجراحية تنطوي على مخاطرها الخاصة، إلا أن الجراحات الأقل توغلاً تكون عمومًا أقل خطورة. كما أنها تتمتع بالمزايا التالية:

  • وقت تشغيل أقصر
  • تلف الأنسجة أقل
  • فترة أقصر في المستشفى
  • الشفاء أسرع

تشمل أنواع الجراحات الأقل توغلاً ما يلي:

  • الجراحة الإشعاعية التجسيمية
  • العلاج الحراري بالليزر بيني
  • تقنيات تعديل الأعصاب أو تعديلها بما في ذلك تحفيز العصب المبهم وتحفيز العصب المستجيب وتحفيز الدماغ العميق

يجب على المريض أن يسأل فريق جراحة الصرع عما إذا كانت أي من هذه الجراحات الأقل توغلاً خيارات مناسبة لعلاج صرعه.

هل هناك نوع معين من الجراحة أو موقع معين في الدماغ ينطوي على مخاطر أعلى؟

إزالة جزء من الفص الصدغي هي أكثر أنواع جراحة الصرع شيوعًا. ومع ذلك، فهي أيضًا أرقى أنواع الجراحة بسبب الوظائف الخاصة لهذه المنطقة من الدماغ. تشمل مخاطر هذه الجراحة:

  • مشاكل الذاكرة
  • مشاكل في الرؤية، مثل الرؤية المزدوجة أو فقدان جزء من الرؤية المحيطية (وهي حدود رؤية الشخص)
  • فقدان السيطرة على العضلات
  • مشاكل في الكلام
  • مشاكل المزاج والاكتئاب

قد تكون بعض هذه المشاكل مؤقتة وتتحسن بمرور الوقت. ومع ذلك، تختلف المخاطر من شخص لآخر.

كيف يمكن تقييم مخاطر الجراحة مقارنة بمزاياها؟

يهدف جراحة الصرع إلى تقليل عدد النوبات أو شدتها أو إيقافها تمامًا في الحالات المثالية. قد لا يتمكن المريض من تحقيق كل هذه الأهداف خلال الجراحة اعتمادًا على حالته. بشكل عام، تختلف نتائج جراحة الصرع من شخص لآخر.

المزايا المحتملة لجراحة الصرع

  • تقليل أو إيقاف الحاجة إلى مضادات الاختلاج، وبالتالي تقليل آثارها الجانبية
  • زيادة فرص العودة إلى العمل والقيادة
  • تقليل خطر المضاعفات المهددة للحياة مثل الموت المفاجئ الناتج عن الصرع
  • تقليل الاكتئاب والقلق في حالة نجاح الجراحة

المخاطر المحتملة لجراحة الصرع

  • استمرار نوبات الصرع غير المنضبطة، خاصةً إذا لم تكن مضادات الاختلاج السابقة فعالة
  • تقليل فرص السيطرة على النوبات مع زيادة عدد الأدوية
  • فقدان الذاكرة والعزلة الاجتماعية بمرور الوقت
  • مخاطر مرتبطة بأي نوع من الجراحة مثل النزيف والعدوى وتلف الأنسجة

اتخاذ قرار بشأن جراحة الصرع

يجب أن يتخذ المريض و فريقه الجراحي قرارًا بشأن ما إذا كانت جراحة الصرع مناسبة له أم لا. يجب أن يخضع المريض لفحوصات مكثفة لتحديد ما إذا كان مرشحًا للجراحة أم لا. إذا كان مرشحًا مناسبًا، فمن المستحسن التحدث إلى المرضى الذين خضعوا للجراحة مسبقًا واستشارة المتخصصين. يجب على المريض مقارنة المخاطر والمزايا المحتملة للجراحة وتقييمها قبل اتخاذ القرار.

التعافي والتنبؤ بعد جراحة الصرع

ما هي النتائج التي يمكن للمريض أن يتوقعها بعد جراحة الصرع؟

يعتمد نجاح جراحة الصرع على العديد من العوامل، بما في ذلك:

  • نوع النوبات التي يعاني منها المريض
  • تكرار وشدة النوبات
  • المنطقة المتضررة من الدماغ
  • نوع الجراحة
  • عمر المريض
  • أي حالات طبية أخرى يعاني منها المريض

قد يحتاج حوالي 50٪ من المرضى الذين يخضعون لجراحة الصرع إلى زراعة أقطاب كهربائية صغيرة في أدمغتهم لتحديد مصدر النوبات.

بشكل عام، يمكن لحوالي 50٪ من المرضى الذين يخضعون لجراحة الأعصاب التحكم بشكل أفضل في نوباتهم بعد الجراحة. بين 50٪ و 85٪ من المرضى الذين يخضعون لجراحة الاستئصال أو استئصال نصف الكرة المخية يتمكنون من التحكم في نوباتهم بشكل كبير أو لا يعانون من نوبات على الإطلاق.

يمكن للمريض استشارة جراحه قبل الجراحة لمعرفة النتائج المحتملة للجراحة.

 
جراحة الصرع إِبْی لِبْسی

إرشادات لتشخيص وعلاج الصرع

يمكنك التواصل معنا عبر تيليجرام في أي وقت ومن أي مكان