الصرع والنوبات إِبْی لِبْسی

ما هو مرض الصرع وما هو السبب وراء حدوث النوبات؟

الصرع والتشنج

الصرع هو اضطراب في المخ تعتبر النوبات التشنجية المتكررة السمة الرئيسية له. يُعرَّف التشنج عادةً على أنه تغيير مفاجئ في سلوك الشخص ينتج عن تغيير مؤقت في النشاط الكهربائي للمخ. عادةً ما ينتج المخ نبضات كهربائية صغيرة ومستمرة في نمط منتظم. يتم نشر هذه النبضات عبر الناقلات الكيميائية المسماة الناقلات العصبية، عبر الخلايا العصبية (أو شبكة الخلايا العصبية في المخ) وفي جميع أنحاء الجسم.

ماذا يحدث عند حدوث الصرع؟

في الأشخاص المصابين بالصرع، يكون إيقاع النشاط الكهربائي للدماغ غير متوازن، مما يؤدي إلى حدوث نوبات متكررة. في مرضى النوبات، يتم تعطيل النمط الكهربائي الطبيعي لنشاط الدماغ بواسطة انفجارات مفاجئة ومنسقة للطاقة الكهربائية. يمكن أن يؤثر ذلك لفترة قصيرة على وعي أو حركات أو مشاعر الشخص المصاب بالصرع.

إذا تعرض الشخص لنوبتين على الأقل دون أن يعاني من حالات مثل انسحاب الكحول أو انخفاض حاد في سكر الدم، فعادة ما يتم تأكيد إصابته بالصرع.

إذا نشأت النوبة من منطقة معينة من الدماغ، فإن الأعراض الأولية للنوبة عادة ما تعكس وظيفة تلك المنطقة. يتحكم النصف الأيمن من الدماغ في الجانب الأيسر من الجسم، بينما يتحكم النصف الأيسر من الدماغ في الجانب الأيمن. على سبيل المثال، إذا بدأت النوبة من الجانب الأيمن من الدماغ في المنطقة التي تتحكم في حركة الإبهام، فقد تظهر النوبة على شكل اهتزاز الإبهام أو اليد اليسرى.

أنواع النوبات

تختلف النوبات كثيرًا لدرجة أن أخصائيي الصرع عادة ما يعيدون تصنيف أنواع النوبات. بشكل عام، تنقسم النوبات إلى فئتين رئيسيتين: النوبات التعميمية الأولية (Primary Generalized Seizures) والنوبات الجزئية (Partial seizures). يكمن الاختلاف بين هاتين الفئتين من الصرع في كيفية بدئهما. تبدأ النوبات التعميمية الأولية بتفريغ كهربائي واسع النطاق ينطوي على كلا جانبي الدماغ في نفس الوقت. لكن تبدأ النوبات الجزئية بتفريغ كهربائي في منطقة محدودة من الدماغ.

يُطلق على الصرع الذي تبدأ فيه النوبات من جانبي الدماغ في نفس الوقت اسم الصرع التعميمي الأولي. تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في حدوث الصرع التعميمي الجزئي. في الواقع، فإن دور العوامل الجينية في حدوث الصرع التعميمي أكثر وضوحًا من دورها في حدوث الصرع الجزئي (نوع من الصرع تنشأ فيه النوبات من منطقة محدودة من الدماغ).

عادة ما تكون العوامل مثل إصابات الرأس أو عدوى الدماغ أو السكتة الدماغية أو الأورام سببًا لبعض النوبات الجزئية، ولكن في معظم الحالات يكون سبب هذه النوبات غير معروف. أحد الأسئلة التي يتم طرحها عند تصنيف النوبات الجزئية هو ما إذا كان وعي الشخص (القدرة على الاستجابة والتذكر) قد تأثر أم لا. قد تبدو الاختلافات في الوظائف الفردية واضحة للوهلة الأولى، لكن اختلال أو الحفاظ على الوعي له درجات مختلفة.

قد تزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بنوبات الصرع لدى الأشخاص الذين يعانون من استعداد لذلك:

  • التوتر
  • قلة النوم أو التعب
  • عدم الحصول على قسط كافٍ من الطعام
  • تعاطي الكحول أو المخدرات
  • عدم تناول أدوية الصرع الموصوفة

يصاب حوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من نوبة واحدة بدون سبب محدد عادة بنوبة أخرى في غضون ستة أشهر. إذا كان الشخص مصابًا بإصابة دماغية معروفة أو نوع آخر من الشذوذ الدماغي، فإن احتمالية حدوث نوبة أخرى لديه تكون ضعفي احتمال حدوثها. إذا تعرض المرضى لنوبتين، فهناك احتمال بنسبة 80٪ أن يتعرضوا لمزيد من النوبات. إذا حدثت النوبة الأولى في وقت إصابة أو عدوى في الدماغ، فإن احتمالية إصابة المريض بالصرع تكون أكبر من احتمالية حدوث النوبة في وقت الإصابة أو العدوى.

الانتشار وحدوث الصرع

وفقًا لتقرير مؤسسة الصرع (Epilepsy Foundation)، فإن مرض الصرع يصيب ثلاثة ملايين شخص في الولايات المتحدة وخمسين مليون شخص حول العالم. قد تكون نوبات الصرع مرتبطة بإصابة دماغية أو وراثية، لكن في 70٪ من المرضى المصابين بالصرع، يظل سبب حدوث هذا المرض غير معروف. وفقًا لنتائج مشروع علاج الصرع (Epilepsy Therapy Project)، يصاب 10٪ من الأشخاص بنوبات صرعية خلال حياتهم.

يصيب الصرع أكثر من 300 ألف طفل دون سن الخامسة عشرة، وأكثر من 90 ألف شاب في هذه الفئة العمرية يعانون من نوبات لا يمكن علاجها بشكل كامل. عموماً، مع التقدم في العمر، يزداد معدل حدوث النوبات، خاصة في الحالات التي يصاب فيها الأفراد بالسكتة الدماغية أو أورام الدماغ أو مرض الزهايمر، والتي تشكل جميعها عوامل خطر لحدوث الصرع. تظهر التقارير أن أكثر من 570 ألف بالغ فوق سن الخامسة والستين يعانون من هذا الاضطراب.

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالصرع من النساء. يصاب الأطفال والمراهقون بالصرع ذي المنشأ غير المعروف أو الوراثي بشكل أكبر. يمكن أن تتسبب إصابات الدماغ أو العدوى في إصابة الفرد بالصرع في أي عمر. وفقًا لتقرير مؤسسة الصرع، من المتوقع أن 70٪ من الأطفال والبالغين الذين تم تشخيصهم حديثًا بالصرع سيتجهون إلى التعافي بعد مرور خمس سنوات أو أكثر دون تجربة نوبات أثناء تناول الأدوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لـ 75٪ من الأشخاص الذين لم يعودوا يعانون من النوبات أثناء تناول الأدوية أن يتوقفوا في النهاية عن تناوله. وفقًا لتقرير المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (National Institute of Neurological Disorders and Stroke)، يعاني 20٪ من مرضى الصرع من نوبات غير قابلة للعلاج، أي النوبات التي لا تستجيب للعلاج.

في مختلف الأعمار، تختلف أسباب بدء الصرع. ولكن ما هو واضح هو أن سبب حدوث الصرع في حوالي نصف الأفراد المصابين بهذا المرض، بغض النظر عن العمر، غير معروف. قد يولد الأطفال بتشوهات هيكلية في الدماغ أو قد يصابون بإصابات في الرأس أو عدوى تكون السبب في إصابتهم بالصرع. تعتبر الإصابة الشديدة في الرأس السبب الأكثر شيوعًا المعروف بين الشباب المصابين بالصرع. بين الأفراد في منتصف العمر، الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث الصرع هي السكتات الدماغية والأورام وإصابات الدماغ. في الأفراد البالغين من العمر 65 سنة فما فوق، تعتبر السكتة الدماغية السبب الأكثر شيوعًا لحدوث الصرع، تليها الحالات التنكسية مثل مرض الزهايمر. عادةً، لا تبدأ النوبات فورًا بعد إصابة الدماغ، بل تبدأ بعد عدة أشهر.

عوامل خطر الإصابة بالصرع:

  • الولادة المبكرة أو الوزن المنخفض عند الولادة
  • إصابة أثناء الولادة (مثل نقص الأكسجين)
  • النوبات في الأشهر الأولى من الحياة
  • التشوهات الهيكلية في الدماغ عند الولادة
  • النزيف في الدماغ
  • وجود أوعية دموية غير طبيعية في الدماغ
  • إصابة دماغية خطيرة أو نقص الأكسجين في الدماغ
  • حدوث أورام دماغية
  • العدوى الدماغية مثل التهاب السحايا (Meningitis) أو التهاب الدماغ (Encephalitis)
  • السكتة الدماغية الناتجة عن انسداد الشرايين
  • الشلل الدماغي
  • الإعاقات الذهنية
  • النوبات التي تحدث في غضون أيام قليلة بعد إصابة الرأس
  • تاريخ عائلي من الصرع أو النوبات المرتبطة بالحمى
  • مرض الزهايمر (في مراحل متأخرة من المرض)
  • النوبات الطويلة المرتبطة بالحمى
  • سوء استخدام الكحول أو المخدرات

تشخيص الصرع

عادةً ما يقوم الطبيب بتشخيص المرض بناءً على أعراض المريض، والعلامات الجسدية ونتائج الفحوصات مثل مخطط كهربية الدماغ (EEG)، التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

على أي حال، من المهم تشخيص نوع الصرع ونوع النوبة بشكل صحيح. يتم تصنيف النوبات في عدة فئات رئيسية ترتبط معظمها بأشكال معينة من هذا الاضطراب.

علاج الصرع

يمكن علاج الصرع باستخدام الأدوية المضادة للصرع (AEDs) والنظام الغذائي والجراحة. عادةً ما تُستخدم الأدوية كخيار علاجي أولي لجميع المرضى الذين يعانون من نوبات متعددة. قد لا يحتاج بعض المرضى الذين مروا بنوبة واحدة فقط وتظهر الفحوصات عدم احتمال عودة النوبات لهم إلى الأدوية. تعالج هذه الأدوية أعراض الصرع (النوبات) بدلاً من علاج السبب الجذري للمرض لدى الفرد. غالبًا ما تكون فعالة للغاية وتتحكم في النوبات لدى الغالبية العظمى (حوالي 70٪) من المرضى. تمنع هذه الأدوية النوبات عادةً من خلال تقليل ميل خلايا الدماغ لإرسال إشارات كهربائية مفرطة ومربكة.

نظرًا لتعدد أنواع الأدوية المضادة للصرع، فإن اختيار الدواء المناسب لكل مريض عملية معقدة للغاية. يعتمد اختيار الدواء على عوامل مختلفة تشمل:

  • نوع النوبة ونوع الصرع: يجب تحديد نوع النوبة بدقة لتحديد الدواء الأكثر فعالية.
  • الآثار الجانبية المحتملة للدواء: تختلف الآثار الجانبية للأدوية المضادة للصرع، لذا من المهم اختيار دواء له آثار جانبية مقبولة للمريض.
  • الأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض: قد تتفاعل بعض الأدوية المضادة للصرع مع أدوية أخرى، لذا من المهم إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض.
  • العمر والجنس: قد تختلف فعالية وسلامة بعض الأدوية المضادة للصرع حسب عمر المريض وجنسه.
  • تكلفة الدواء: يمكن أن تختلف تكلفة الأدوية المضادة للصرع اختلافًا كبيرًا، لذا من المهم مراعاة قدرة المريض على تحمل التكاليف عند اختيار الدواء.

يجب على المرضى مناقشة الفوائد والآثار الجانبية والمخاطر المحتملة للأدوية مع طبيبهم قبل وصف أي دواء.

النظام الغذائي

في بعض الأحيان، يتم استخدام العلاج الغذائي لبعض المرضى الذين يعانون من أشكال معينة من الصرع. النظام الغذائي الكيتوني (Ketogenic) ونظام أتكينز المعدل (Modified Atkins) هما النظامان الغذائيان الأكثر شيوعًا المستخدمان لعلاج هؤلاء المرضى.

  • النظام الغذائي الكيتوني: هو نظام غذائي عالي الدهون مع بروتين كافٍ وقليل الكربوهيدرات. يتم البدء به في المستشفى خلال ثلاثة إلى أربعة أيام تحت إشراف طبي دقيق.
  • نظام أتكينز المعدل: مشابه للنظام الغذائي الكيتوني ولكنه أقل تقييدًا. يمكن للمرضى الذين يعانون من الصرع بدء هذا النظام الغذائي في العيادات الخارجية.

وقد ثبت أن كلا النظامين الغذائيين يقللان من النوبات في حوالي نصف المرضى الذين يعتبرون مرشحين مناسبين لهما. عادةً ما يكون هؤلاء من الأطفال المصابين بالصرع المقاوم للعلاج الذين لا يعتبرون مرشحين للجراحة.

الصرع المقاوم للعلاج

على الرغم من أن النوبات تتم السيطرة عليها في حوالي 70٪ من المرضى باستخدام هذه الطرق، إلا أنها لا تستجيب لدى الـ30٪ الباقين الذين يُقال إنهم يعانون من صرع مقاوم للعلاج. غالبًا ما يُعالج المرضى المصابون بالصرع المقاوم للعلاج في مراكز الصرع المتخصصة باستخدام طرق متعددة التخصصات.

فريق علاج الصرع المقاوم للعلاج

في هذه الحالات، تضم الفرق المتخصصة المدربة على تشخيص وعلاج الصرع الشامل وتشمل المتخصصين التاليين:

  • متخصص الصرع للبالغين
  • متخصص الصرع للأطفال
  • ممرضات الصرع
  • جراحو الأعصاب المتخصصون في الصرع
  • فنيي EEG
  • أخصائيي الأعصاب النفسيين السريريين
  • الأطباء النفسيين
  • أخصائيي الأشعة العصبية
  • أخصائيي الأشعة في الطب النووي
  • متخصصي التغذية
  • ممرضات علوم الأعصاب

علاج النوبات المقاومة للعلاج

في المرضى الذين يعانون من نوبات مقاومة للعلاج، فإن الجراحة تكون أكثر احتمالاً للتحكم في النوبات من أي طريقة أخرى. ومع ذلك، ليس كل مرضى الصرع المقاوم للعلاج مرشحين مناسبين للجراحة. لأن الأشخاص يكونون مرشحين مناسبين لجراحة الصرع فقط إذا كانوا يعانون من صرع جزئي وليس شامل (أي أن الصرع لديهم ينشأ من جزء واحد من الدماغ وليس من كلا الجانبين أو من جميع أنحاء الدماغ).

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون المنطقة التي ينشأ منها الصرع جزءاً من الدماغ يمكن إزالته جراحياً دون أن يتسبب في مضاعفات كبيرة للمريض. يحدد ما إذا كانت الجراحة خياراً مناسباً ومفيداً للمريض من خلال اختبارات دقيقة (التقييمات قبل الجراحة).

يتضمن التقييم قبل الجراحة عملية من مرحلة واحدة أو مرحلتين، حيث يتم تحديد ما إذا كانت الجراحة هي الخيار الأفضل لعلاج المريض وما إذا كانت يمكن أن تتحكم في نوباته بأقل قدر من المخاطر. تشمل المرحلة الأولى جميع الاختبارات غير الجراحية (غير التداخلية). تشمل اختبارات المرحلة الثانية الاختبارات التداخلية (التي تتطلب جراحة) وتُجرى فقط في المرضى المختارين.

المرحلة الأولى من التقييم (الاختبارات غير التداخلية)

لا يحتاج جميع المرضى إلى جميع الاختبارات الموجودة في المرحلة الأولى من التقييم. هنا يتم تقييم المرضى المصابين بالصرع، سواء البالغين أو الأطفال، من قبل أخصائيي الصرع الذين يحددون الاختبارات اللازمة والمناسبة لهؤلاء الأفراد. قد تكون الاختبارات التالية مطلوبة في المرحلة الأولى.

  • تخطيط كهربية الدماغ (Electroencephalography) أو EEG: هذا هو الاختبار الأولي الذي يتم إجراؤه في جميع المرضى وعادة ما يتم تنفيذه على أساس العيادات الخارجية. تُستخدم هذه الطريقة ليس فقط لتشخيص الصرع، ولكن أيضًا لتحديد ما إذا كانت النوبات الصرعية تنشأ من جزء صغير من الدماغ (نوبات جزئية) أو تنتشر في جميع أنحاء الدماغ (نوبات شاملة). على الرغم من أن معظم المرضى لا يعانون من نوبات عند تسجيل EEG، إلا أن النتائج عادةً ما تُظهر نشاطًا دماغيًا غير طبيعي (وجود موجات حادة أو غير عادية) يشير إلى ميلهم للنوبات. يساعد مكان هذا النشاط الطبيب على تحديد ما إذا كان المريض يعاني من نوبات جزئية أو شاملة.
  • مراقبة فيديو EEG للمرضى البالغين والطفل في وحدات مراقبة الصرع (EMU): هذا هو أهم اختبار قبل الجراحة، حيث يتم توصيل أقطاب كهربائية بفروة الرأس للمريض (مراقبة غير تداخلية). يتم إدخال المرضى إلى المستشفى لعدة أيام لإجراء هذا الاختبار، والذي يهدف إلى تسجيل النوبات بشكل متزامن مع الفيديو و EEG. يتم تحليل جميع البيانات من قبل أخصائي صرع مدرب. يساعد التحليل الدقيق للأعراض أثناء النوبة، وتحديد مكان التغيرات في EEG أثناء النوبة (بداية النوبة)، وتحديد الشذوذات بين النوبات، على تحديد مكان نشأة النوبة المحتمل في الدماغ.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): عادة ما تكشف هذه الطريقة عن الشذوذات التي قد تكون سببًا لصرع جزئي أو غير جزئي. بفضل الأجهزة القوية MRI واستخدام البروتوكولات والبرامج الخاصة، زادت احتمالية اكتشاف الشذوذات الدماغية الدقيقة.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET): يقيم PET النشاط الأيضي للدماغ، مما يتيح للأطباء تحديد ما إذا كان الدماغ يعمل بشكل طبيعي. في المرضى المصابين بالصرع، يظهر انخفاض في وظيفة الدماغ في المنطقة التي تنشأ منها النوبة عندما لا يكون المريض يعاني من نوبة. من ناحية أخرى، إذا كان المريض يعاني من نوبة أثناء الاختبار، فإن هذا الاختبار يُظهر زيادة في نشاط الدماغ. في بعض الأحيان، يكشف التصوير بـ PET عن شذوذات دماغية حتى عندما يكون MRI طبيعيًا. يتم إجراء التصوير بـ PET عادة في العيادات الخارجية.
  • التصوير المقطعي بالإصدار الفوتوني المفرد (SPECT): عندما يعاني الفرد من نوبة، يتدفق المزيد من الدم إلى المنطقة التي تبدأ منها النوبة في الدماغ. يمكن أن تكشف SPECT التي تُجرى خلال النوبة عن المنطقة الدماغية التي يتدفق إليها الدم بشكل متزايد، مما يشير إلى مكان بداية النوبة. يتم إجراء فحوصات SPECT عندما يكون المريض في المستشفى لمراقبة فيديو EEG.
  • التقييم العصبي النفسي وMRI الوظيفي: يُجرى التقييم العصبي النفسي وMRI الوظيفي لتقييم الوظائف المعرفية للفرد، وخاصة الوظائف اللغوية والذاكرة، قبل الجراحة؛ يهدف هذا الاختبار إلى تحديد أي جهة من الدماغ هي السائدة في الوظائف اللغوية وما إذا كانت وظيفة الذاكرة قد تضاءلت في المنطقة المصابة بالصرع. تتيح هذه الاختبارات التنبؤ بالنقصان المعرفي بعد الجراحة. يقيم MRI الوظيفي (fMRI) أيضًا تدفق الدم في مناطق الدماغ أثناء أداء مهام معرفية معينة.
  • اختبار وادا (اختبار الأميتال أو الميتوهكزيتال داخل الشريان السباتي): في هذا الاختبار، يتم حقن الأدوية مثل أميتال الصوديوم أو الميتوهكزيتال في شريان السباتي في المرضى المختارين. تسبب هذه الأدوية شللًا مؤقتًا (من دقيقة إلى 5 دقائق) لنصف الدماغ، مما يتيح اختبار الوظائف اللغوية والذاكرة في النصف الآخر. يُستخدم هذا الاختبار أيضًا للتنبؤ بالعجز الذي قد يحدث بعد الجراحة في الوظائف اللغوية والذاكرة.

في النهاية، يتم مقارنة نتائج مراقبة فيديو EEG مع نتائج الاختبارات الأخرى لتحديد ما إذا كانت جميعها تشير إلى منطقة معينة من الدماغ كمصدر للنوبات أم لا. إذا كانت نتائج جميع الاختبارات متوافقة، فمن المرجح أن يكون المريض مرشحًا مناسبًا للجراحة. لذلك يمكن القول إن اختبارات المرحلة الأولى مصممة لفحص هذه النتائج: العثور على منطقة في الدماغ يُعتقد أنها مصدر النوبات (مركز التركيز)، تحديد ما إذا كان يمكن إزالة هذه المنطقة بأمان، والتنبؤ بما يمكن توقعه من حيث نتائج الجراحة بناءً على مصدر النوبة؛ هل يمكن توقع أن تتوقف نوبات المريض تمامًا أم ستقل حدتها وتواترها.

بعد المرحلة الأولى من التقييم، يجتمع فريق علاج الصرع، الذي يشمل المتخصصين في مختلف المجالات، لمناقشة الخيارات المتاحة لعلاج المريض. في هذه المرحلة، يستندون إلى نتائج المرحلة الأولى من التقييم لتحديد ما إذا كان المريض مرشحًا مناسبًا للجراحة أم لا. في بعض الحالات، إذا لم تكن المعلومات كافية لاتخاذ قرار، فقد يحتاج فريق الصرع إلى مزيد من الاختبارات لاتخاذ قرار صحيح. تُسمى هذه الاختبارات الإضافية بالتقييم من المرحلة الثانية وتُجرى فقط في المرضى المختارين؛ أي المرضى الذين لم يُحدد بعد بدقة بؤرة النوبة لديهم بعد جميع الاختبارات السابقة.

تشمل المرحلة الثانية من التقييم أيضًا مراقبة فيديو EEG، مع الاختلاف بأن الأقطاب تُوضع داخل الجمجمة (مراقبة تداخلية). نظرًا لأن خطر المراقبة التداخلية أعلى بكثير، يجب على جميع أعضاء فريق علاج الصرع اتخاذ قرار بشأن الحاجة إلى المرحلة الثانية والتحدث بشكل مفصل مع المريض حولها.

المرحلة الثانية من التقييم

هناك خيارات مختلفة لجراحة زرع الأقطاب. في كل من هذه الطرق، توضع الأقطاب على سطح الدماغ أو داخله. ميزة هذه الأقطاب هي أنها أقرب إلى المنطقة المسببة للنوبات مقارنة بالأقطاب التي توضع على فروة الرأس. بعد وضع الأقطاب جراحياً، يتم نقل المرضى إلى وحدة مراقبة الصرع حيث يتم مراقبتهم مجددًا بواسطة متخصصي الصرع باستخدام EEG مع الفيديو (مشابه للمرحلة الأولى).

تشمل أنواع الأقطاب والمصفوفات المزروعة عادةً ما يلي:

  • الأقطاب تحت الجافية (Subdural Electrodes): شبكة الأقطاب تحت الجافية هي في الأساس صفيحة رقيقة من المواد تحتوي على عدة أقطاب صغيرة لتسجيل النشاط الكهربائي (بحجم بضعة مليمترات) مزروعة داخلها. توضع هذه الأقطاب مباشرة على سطح الدماغ، مما يسمح بتسجيل EEG بدون تدخل الجلد أو الأنسجة الدهنية أو العضلات أو العظام. يتم اختيار شكل وحجم هذه الصفائح لتناسب بشكل مثالي سطح الدماغ والمنطقة المراد مراقبتها.
  • الأقطاب العميقة (Depth Electrodes): هذه عبارة عن أسلاك صغيرة تُزرع داخل الدماغ. يحتوي كل سلك على أقطاب محيطة به، وهي قادرة على تسجيل نشاط الدماغ على طول السلك المزروع بالكامل. ميزتها تكمن في قدرتها على تسجيل نشاط البُنى العميقة للدماغ. يمكن زرعها من خلال ثقوب صغيرة في الجمجمة.
  • الطريقة المدمجة (Hybrid Approach): في بعض الحالات، يتم استخدام مزيج من الأقطاب تحت الجافية والأقطاب العميقة معًا في دماغ المريض.
  • تخطيط كهربية الدماغ الستيريوغرافي (Stereoelectroencephalography): عادةً ما يتم إجراء المراقبة التداخلية باستخدام طريقة تخطيط كهربية الدماغ الستيريوغرافي (stereoEEG). في هذه الطريقة، تُزرع أقطاب عميقة متعددة في نمط خاص يختلف من مريض لآخر. يتم تصميم الفراغ الثلاثي الأبعاد الذي تغطيه الأقطاب العميقة بحيث يشمل كامل منطقة بؤرة النوبة.
  • رسم الخرائط الوظيفية (Functional Mapping): تُجرى هذه الطريقة عادةً في المرضى الذين زُرعت لديهم أقطاب تحت الجافية وتم إدخالهم إلى وحدات مراقبة الصرع للأطفال (EMU). بعد تسجيل عدد كافٍ من النوبات، يتم تحفيز كل جزء من الدماغ المغطى بكل قطب بشكل منفصل لتحديد وظيفته الطبيعية. هذا الاختبار غير مؤلم. يهدف إلى رسم خرائط المناطق الهامة في الدماغ، مثل المناطق التي تتحكم في الوظائف الحركية والحسية واللغوية، لتحديد ما إذا كانت هذه المناطق تتداخل مع مناطق بؤرة النوبة. بهذه الطريقة، يتم تحديد مناطق الجراحة بدقة أكبر، مما يقلل من مخاطر العجز العصبي بعد الجراحة.

جراحة الصرع

تُجرى طرق جراحية مختلفة لعلاج الصرع وهي: الاستئصال، فصل الاتصال، الجراحة الإشعاعية التجسيمية أو زرع أجهزة تعديل عصبية. في كل فئة من هذه الفئات، توجد خيارات متعددة تعتمد على السيناريو السريري.

جراحة الاستئصال: تنقسم جراحة الاستئصال (إزالة الأنسجة غير الطبيعية) لعلاج الصرع إلى الفئات الرئيسية التالية:

الآفة الجراحية (Lesionectomy): الآفة (Lesion) هي مصطلح عام للإشارة إلى التشوهات الدماغية التي تظهر في التصوير. بعض أنواع الآفات مثل التشوهات الكهفية الدماغية (تشوهات الأوعية الدموية) والأورام، تميل إلى التسبب في نوبات الصرع. إذا أظهرت الفحوصات قبل الجراحة أن هذه الآفات هي سبب الصرع، يمكن إزالتها جراحيًا.

الاستئصال الفصّي (Lobectomy): ينقسم كل نصف كرة دماغية إلى أربعة فصوص رئيسية وهي: الجبهي، الصدغي، الجداري والقذالي. قد تحدث النوبات في أي من هذه الفصوص. الاستئصال الفصّي هو عملية لإزالة أحد فصوص الدماغ. إزالة أحد الفصوص الصدغية، المعروف بالاستئصال الصدغي (Temporal Lobectomy)، هو أكثر أنواع جراحة الصرع شيوعًا. في الأنواع الأخرى من جراحات الاستئصال الفصّي، غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى فحوصات وجراحات متخصصة لإثبات عدم وجود وظيفة حيوية (مثل الكلام، الذاكرة، الرؤية، الحركة) في تلك المنطقة.

الاستئصال متعدد الفصوص (Multilobar Resection): تتضمن عملية الاستئصال متعدد الفصوص إزالة أجزاء أو جميع أجزاء اثنين أو أكثر من فصوص الدماغ. هذه العملية مناسبة لعلاج التشوهات الكبيرة التي تسبب النوبات، بشرط عدم وجود أي وظيفة حيوية في تلك المناطق من الدماغ.

استئصال نصف الكرة الدماغية أو نصف الكرة الجراحي (Hemispherectomy): ينقسم الدماغ إلى نصفين: الأيسر والأيمن. في حالات نادرة، قد يصاب الأطفال بنوبات شديدة، غير قابلة للتحكم ومدمرة، والتي قد تكون مصحوبة بضعف في جانب واحد من الجسم. في هذه الحالة، قد يتعرض أحد نصفي الكرة الدماغية لأضرار كبيرة. يمكن استخدام استئصال نصف الكرة لإزالة أو قطع الاتصال بين نصف الكرة الدماغي المتضرر والنصف الآخر. تتضمن هذه الجراحة أنواعًا مختلفة تنقسم إلى قسمين رئيسيين: الاستئصال النصفي التشريحي والاستئصال النصفي الوظيفي. في الاستئصال النصفي التشريحي، يُزال نصف الكرة الدماغي بالكامل الذي تضرر ويسبب نوبات مدمرة. يتضمن هذا الفصوص الأربعة للنصف الدماغي: الجبهي، الصدغي، الجداري والقذالي. في الاستئصال النصفي الوظيفي، يتم قطع الاتصال بين الألياف التي تربط بين نصفي الكرة الدماغية، مما يؤدي إلى فصل النصف غير الطبيعي عن النصف الطبيعي للدماغ. في هذه الحالة، يتم إزالة بعض الأجزاء غير الطبيعية من الدماغ جراحيًا لتحقيق هذا الفصل.

الجراحة الانفصالية أو فصل الاتصال (Surgical Disconnection): في هذا النوع من الجراحة، يتم قطع أو فصل الألياف التي تربط أجزاء من الدماغ معًا. تعتمد هذه الطريقة على فصل المنطقة التي تسبب النوبات عن بقية الدماغ الطبيعي.

كوربوس كالوزوتومي (Corpus Callosotomy): كوربوس كالوزوم أو الجسم الثفني هو أحد الألياف الهامة التي تربط نصفي الكرة الدماغية معًا. المرضى الذين يعانون من نوبات منتشرة مدمرة أو نوبات تجعلهم يسقطون، قد يكونون مرشحين مناسبين لهذه الطريقة؛ عادةً في هذه الحالات، تبدأ النوبة في جانب واحد من الدماغ وتنتشر بسرعة إلى الجانب الآخر. في هذا العلاج، يمكن قطع جزء كبير من هذه الألياف. هذه الطريقة تخفف الأعراض؛ وهذا يعني أن النوبات قد تتحسن، ولكنها عادة لا تتوقف تمامًا.

القطع تحت القشري المتعدد (Multiple Subpial Transections) أو MST: هذه الطريقة مناسبة للمرضى الذين تكون منطقة منشأ النوبات لديهم في جزء من الدماغ الذي لا يمكن إزالته بأمان جراحيًا. في هذه الطريقة، يتم إدخال سلك صغير في الدماغ لقطع الألياف في عدة نقاط في منطقة معينة من الدماغ؛ بهذه الطريقة، يمكن تقليل النوبات من خلال قطع الاتصال المتبادل بين الخلايا العصبية.

الجراحة الإشعاعية التجسيمية (Stereotactic Radiosurgery): في الجراحة الإشعاعية التجسيمية، يتم توجيه شعاع مركّز من الإشعاع إلى منطقة معينة من الدماغ. الجراحة الإشعاعية بسكين غاما (Gamma Knife Radiosurgery)، هي واحدة من الطرق الأكثر شيوعًا للجراحة الإشعاعية التي تستخدم أشعة غاما لاستهداف المنطقة المعالجة. في حالة الصرع، تُستخدم هذه الطريقة عادةً للآفات الصغيرة والعميقة التي تظهر في التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

التنظيم العصبي أو التعديل العصبي (Neuromodulation): حاليًا، هناك جهازان معتمدان من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لتنظيم النظام العصبي للشخص بهدف تحسين التحكم في النوبات. هاتان الطريقتان هما: تحفيز العصب المبهم والتحفيز العصبي الاستجابي. كلا الطريقتين تُعتبران علاجات تخفيفية لأن هدفهما هو تحسين التحكم في النوبات ونادرًا ما يؤديان إلى وقف النوبات تمامًا.

تحفيز العصب المبهم (Vagus Nerve Stimulation): محفز العصب المبهم (VNS) هو جهاز معتمد من إدارة الغذاء والدواء لعلاج نوع من الصرع الذي لا يتم التحكم فيه بالأدوية المضادة للصرع. في هذه الطريقة، يتم زرع عدة أقطاب كهربائية جراحيًا حول العصب المبهم في عنق الشخص ويتم وضع مولد صغير تحت عظمة الترقوة في الجزء العلوي من الصدر. على الرغم من أن هذه الطريقة تتطلب جرحين منفصلين، إلا أنها عملية خارجية. بعد ذلك، يمكن لأخصائي الصرع استخدام جهاز مبرمج يقع خارج جلد الشخص لتغيير شدة، مدة وتردد التحفيز، وبالتالي التحكم في نوبات الشخص. تقلل VNS عدد النوبات بنسبة 40 إلى 50 بالمائة من المرضى إلى النصف، ولكن نادرًا ما تزيل جميع النوبات. هذه الطريقة عادةً ما تكون مناسبة لأولئك الذين ليسوا مرشحين للطرق الجراحية الأخرى.

التحفيز العصبي الاستجابي (Responsive Neurostimulation) أو RNS: جهاز التحفيز العصبي الاستجابي (RNS) تم اعتماده من إدارة الغذاء والدواء في عام 2014 كعلاج للصرع للبالغين؛ هذا الجهاز مخصص لعلاج الأشخاص الذين تكون نوباتهم جزئية؛ أي أنها تبدأ غالبًا من منطقة أو منطقتين من الدماغ ولا يتم التحكم في نوباتهم باستخدام دواءين أو أكثر من الأدوية المضادة للصرع. في هذه الطريقة، يتم زرع محفز عصبي جراحيًا في جمجمة الشخص ويتصل بقطبين يوضعان على سطح أو داخل الدماغ (في أو حول المنطقة التي يُعتقد أنها منطقة بدء النوبات). يسجل هذا الجهاز الأمواج الدماغية (EEG) ويتم تدريبه من قبل أخصائي الصرع للتعرف على العلامات الكهربائية لبداية النوبة، ثم يرسل نبضة كهربائية لوقف النوبة. يمكن تحميل البيانات التي تم جمعها بواسطة هذا المحفز العصبي باستخدام عصا يدوية يحملها المريض، في شكل برنامج آمن قائم على الويب يمكن الوصول إليه من قبل أخصائي الصرع. هذه الطريقة عادةً ما تكون مناسبة للمرضى الذين ليسوا مرشحين لجراحة الاستئصال؛ لأن RNS على الرغم من أنه يساعد في التحكم في النوبات، إلا أنه نادرًا ما يؤدي إلى توقف النوبات بشكل كامل.

اليوم، تُتيح التقدمات في التكنولوجيا والفحوصات التشخيصية تحديد مكان نشوء النوبات بدقة أكبر في الدماغ (مناطق حدوث الصرع)؛ من ناحية أخرى، تؤدي التقدمات في الجراحة إلى زيادة الأمان وفعالية الطرق الجراحية لعلاج الصرع. من بين الطرق الجراحية المُقدمة، جراحة الاستئصال هي الأكثر احتمالًا لوقف النوبات تمامًا. ومع ذلك، يجب دائمًا وزن الفوائد والمخاطر المحتملة للجراحة قبل إجرائها.

الحياة مع الصرع ومواجهته

الأشخاص المصابون بالصرع معرضون لخطرين رئيسيين: النوبة التونية-الكلونية (Tonic-Clonic) والوفاة المفاجئة غير المبررة في الصرع (SUDEP). النوبة التونية-الكلونية هي نوبة تشنج طويلة تُعتبر حالة طبية طارئة. في هذه الحالة، إذا استمرت النوبة لمدة حوالي 30 دقيقة دون أن تتوقف، فإنها قد تؤدي إلى أذى دائم أو الوفاة.

SUDEP هو مرض نادر يتسبب في وفاة الأفراد الشباب والمتوسطين الذين يعانون من الصرع دون سبب محدد واضح. تمثل هذه الحالة أقل من 2% من حالات الوفاة بين الأشخاص المصابين بالصرع. خطر هذا النوع من الوفيات يبلغ حوالي واحد من كل 3000 شخص في السنة لدى جميع الأشخاص المصابين بالصرع، ولكنه يقل إلى واحد من كل 300 شخص بين أولئك الذين يعانون من نوبات تشنجية متكررة وغير قابلة للسيطرة ويتناولون جرعات عالية من أدوية مضادات الصرع.

الباحثون لا يزالون غير متأكدين تمامًا من سبب وفاة SUDEP. يعتقد بعضهم أن النوبة قد تسبب اضطرابات في إيقاع القلب. الدراسات الحديثة أظهرت أن الشخص قد يختنق بسبب اضطراب التنفس أو تجمع السوائل في الرئتين أو التمدد على السرير.

على الرغم من أن احتمال حدوث هذا الخطر منخفض، إلا أن الأشخاص المصابين بالصرع قد يخسرون حياتهم نتيجة لاستنشاق القيء أثناء أو مباشرة بعد النوبة.

معظم النساء المصابات بالصرع يمكنهن الحمل، ولكن يجب أن يتحدثن مع أطبائهن قبل الحمل بشأن الصرع والأدوية التي يتناولنها. يتناول كثيرون من المرضى أدوية ضد الصرع بجرعات عالية، مما يعرض أطفالهن لخطر الأدوية المسكرة الضارة أثناء الحمل. قد يخفض الطبيب في بعض الحالات جرعات الدواء قبل الحمل، خاصة إذا تمت مراقبة النوبات بشكل جيد. على الرغم من أن أدوية مضادات الصرع يمكن أن تسبب تشوهات خلقية، فإن حدوث تشوهات خلقية خطيرة في الأطفال لدى النساء اللاتي يخضعن لرعاية منتظمة أثناء الحمل ويتم إدارة نوباتهن بدقة نادر.

الصرع هو مرض مزمن يؤثر على حياة الأشخاص بطرق مختلفة. يعيش العديد من الأشخاص المصابين بالصرع حياة طبيعية ونشطة. يمكن لبين 70% إلى 80% من الأشخاص المصابين بالصرع التحكم في نوباتهم بنجاح باستخدام الأدوية أو الإجراءات الجراحية.

بعض الأشخاص قد لا يفكرون بالصرع إلا نادرًا، إلا عندما يتناولون أدويتهم أو يراجعون طبيبهم. ومع ذلك، فمن المهم أن يحافظ المريض على معرفته الكافية بالمرض وأن يحافظ على نظرته الإيجابية، بغض النظر عن تأثير الصرع عليه. لكي يتمكن المريض المصاب بالصرع من السيطرة على نوباته ويحقق حياة متكاملة ومتوازنة، يجب أن يتعاون تمامًا مع فريقه العلاجي ويتناول الأدوية الموصوفة بانتظام.