النوبة هي نشاط كهربائي مكثف للغاية في الدماغ يمكن أن يسبب أعراضًا مختلفة اعتمادًا على الجزء المصاب من الدماغ. بعض الأعراض المحتملة لهذا المرض تشمل الحركات المفاجئة وغير الإرادية لليدين أو الذراعين أو الجسم كله. قد يعاني الأطفال الذين يعانون من النوبات من: رائحة المطاط المحترق، وشعور غريب في المعدة، وسماع جرس يرن ويرتفع صوته أعلى فأعلى، والتحديق في الفضاء.

يمكن أن تستمر النوبات من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق. قد يعاني بعض الأطفال من هالة أو علامات تحذيرية قبل بدء النوبة مباشرة. عادة، الأشخاص الذين يشعرون بوجود الهالة في هذه المواقف؛ وقد يشعرون أيضًا بهذه الأشياء: حاسة الشم؛ المشاعر أو التجارب العقلية مثل déjà vu أو الشعور بالخروج من الجسد؛ الإحساس بتغيرات في الرؤية، مثل رؤية بقع عمياء أو داكنة، أو أضواء ساطعة، أو تشوهات في شكل أو حجم الأشياء. أحيانًا يسمع بعض الأطفال أصواتًا مختلفة في هذه المواقف.

يمكن لأي شخص في أي عمر أن يعاني من الصرع والنوبات. ومع ذلك، فإن الصرع أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا. ثلاثة ملايين شخص في الولايات المتحدة يعانون من الصرع.

غالبًا ما يعطي الأطباء الأولوية للتاريخ الطبي للطفل وفحصه لتشخيص الصرع لدى الأطفال . علاوة على ذلك، يتم أيضًا استخدام أدوات تشخيصية إضافية مثل الفحص العصبي وتخطيط كهربية الدماغ واختبارات التصوير والاختبارات الجينية.

مراجعة التاريخ الطبي والفحص البدني

حيث أن الأطباء نادراً ما يشاهدون النوبات عند الأطفال؛ لذلك، من أجل تشخيص وتأكيد إصابة الطفل بالصرع وتمييزه عن الأمراض الأخرى، يقومون أولاً بإعداد تاريخ طبي مفصل من السجلات الطبية للطفل. عادةً ما يكون الإجراء هو أنه في نفس وقت الفحص البدني للطفل، يتم طرح الأسئلة التالية عليه وعلى والديه:

  • كيف بدأت النوبة؟ وهل هناك شيء أثار النوبات؟
  • كم من الوقت استمرت النوبة؟
  • هل عانى الطفل من الحرمان من النوم أو التوتر غير المعتاد قبل النوبة؟
  • هل أصيب طفلك بالمرض مؤخرًا؟
  • هل تناول طفلك الدواء؟ مثل المخدرات التي لا تستلزم وصفة طبية أو الكحول أو حتى المخدرات غير المشروعة؟
  • ماذا كان يفعل طفلك قبل النوبة؟ الاستلقاء أو الجلوس أو الوقوف أو النهوض من السرير أو أثناء ممارسة النشاط البدني؟
  • هل فقد طفلك وعيه أو يعاني من اضطراب عقلي أو جسدي؟
  • أي مما يلي أظهره طفلك أثناء النوبة: القفز، أو المضغ اللاإرادي، أو حركات اليد، أو انحراف العين أو الرمش، أو تحول الرأس إلى جانب واحد، أو فقدان السيطرة على المثانة، أو عض اللسان؟
  • هل نام طفلك أو أصبح مشوشًا بعد النوبة؟

إن تسجيل المعلومات حول النوبات سيساعد طبيب طفلك على التأكد بشكل أكبر من نوع النوبة بالإضافة إلى تشخيص النوبات المحتملة.

حيث أن النوبات قد تكون ناجمة عن اضطراب جسدي؛ لذا فإن الفحص البدني جزء مهم من الاستشارة الأولى. لأن الطبيب يتعرف على ما إذا كان الكبد والكلى وأعضاء جسم الطفل الأخرى تعمل بشكل صحيح أم لا، وذلك من خلال الفحوصات والفحوصات المخبرية الخاصة.

فحص عصبى

سيُظهر الفحص العصبي للأطباء ما إذا كانت وظيفة دماغ الطفل ضعيفة أم لا. أثناء الفحص العصبي، يقوم طبيب الأعصاب بتقييم الوظائف العقلية للطفل، مثل القدرة على تذكر الكلمات وتذكر أسماء الأشياء.

في الخطوة التالية، يقوم الطبيب بتقييم عضلات الطفل وحواسه وردود أفعاله وقدرته على المشي والتنسيق. بالإضافة إلى تحديد أنماط الضعف أو فقدان الحواس، يمكن للطبيب اكتشاف بعض العلامات الدقيقة للمشاكل العصبية لدى الطفل. في هذه المرحلة، قد يوصي الأطباء بإجراء اختبار واحد أو أكثر للمساعدة في تشخيص الصرع واضطرابات النوبات.

تخطيط كهربية الدماغ (شريط الدماغ)

إذا اشتبه الطبيب في إصابة الطفل بالصرع؛ قد يصف تخطيط كهربية الدماغ (شريط الدماغ) أو تخطيط كهربية الدماغ (EEG). EEG هو الاختبار الأكثر تحديدًا لتشخيص الصرع. لأنه يسجل النشاط الكهربائي للدماغ.

EEG أو EEG هو إجراء آمن وغير مؤلم يتم فيه ربط الأقطاب الكهربائية بفروة الرأس باستخدام عجينة خاصة أو غراء. ثم يتم توصيل هذه الأقطاب الكهربائية بجهاز تخطيط كهربية الدماغ بواسطة سلك ويتم تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ لمدة 20 إلى 40 دقيقة.

نظرًا لأن الغرفة التي يتم فيها إجراء هذا الاختبار تكون عادةً هادئة وخافتة الإضاءة؛ لذلك قد ينام الطفل أثناء فحص الدماغ. هذه الظروف مثالية لتشخيص المرض. لأنه عندما يقوم مخطط كهربية الدماغ بقياس النشاط الكهربائي للدماغ في كل من حالتي النوم واليقظة، فإن المزيد من المعلومات حول النشاط الكهربائي لدماغ الطفل متاحة للطبيب.

عادة، خلال تخطيط كهربية الدماغ، سيطلب الفني من الطفل أن يفتح ويغلق عينيه عدة مرات، ويسلط أضواء وامضة في عيني الطفل، ويطلب منه أن يأخذ عدة أنفاس سريعة أو عميقة. في بعض الأحيان يطلب الطبيب من الطفل البقاء مستيقظًا طوال الليل قبل إجراء فحص الدماغ. لأن قلة النوم تزيد من احتمال ظهور موجات دماغية غير طبيعية أثناء مرض الصرع أو ما يسمى بالارتفاعات.

تخطيط كهربية الدماغ المحمول

في بعض الأحيان تكون نتيجة فحص دماغ الشخص طبيعية أو تظهر فقط نتائج جزئية وغير محددة. عند بعض الأشخاص، تحدث موجات الدماغ التي تشير إلى الصرع كل بضع ساعات أو بعد ساعة فقط من النوم، لذلك قد لا يتمكن مخطط كهربية الدماغ العادي من تسجيلها. وفي هذه الحالة يجب تسجيل النشاط الكهربائي لدماغ الطفل في فترة زمنية أطول لتشمل فترات طويلة من اليقظة والنوم.

في مثل هذه الحالات، يتم وصف جهاز تسجيل دماغي متنقل للطفل، والذي يمكنه تسجيل نشاط الدماغ لمدة تصل إلى 72 ساعة باستخدام جهاز خاص. هذا الجهاز أكبر قليلاً من الهاتف الذكي، لذا فهو لا يسبب أي مشاكل للطفل ويمكنه مواصلة روتينه الطبيعي أثناء الاختبار. يمكن ربط هذا الجهاز على خصر الطفل ولا يوجد سوى احتمال أن يخرج سلكه من قميص الطفل.

عادةً ما يستغرق فحص الدماغ المحمول ما بين 24 إلى 72 ساعة. قد يطلب الطبيب منك أو من طفلك تسجيل جميع أنشطتهم في دفتر خلال فترة الاختبار. تحتوي معظم هذه الأجهزة عادةً على زر “حدث”، والذي يمكن للطفل الضغط عليه إذا شعر بأعراض النوبات، مثل الهلوسة أو الارتباك.

تخطيط كهربية الدماغ بالفيديو أو شريط فيديو للدماغ

يسمح شريط فيديو الدماغ للطبيب بمراقبة سلوك الطفل ونشاط دماغه في نفس الوقت. في الواقع، من خلال الوصول إلى هذه البيانات، يمكن للطبيب رؤية العلاقة بين نشاط النوبة في الدماغ وأعراض الطفل وسلوكه أثناء النوبة.

باستخدام فيديو تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، يمكن للطبيب التأكد مما إذا كان الطفل يعاني من نوبة صرع أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فما نوعها ومن أين تنشأ في الدماغ.

يمكن استخدام فيديو تخطيط كهربية الدماغ (EEG) بغض النظر عما إذا كان الطفل في المستشفى أو في المنزل. ومع ذلك، عندما يتم إدخال الطفل إلى المستشفى؛ ونظرًا لأن الأطباء يستطيعون إحداث النوبات بأمان عن طريق تحفيز الطفل، فإن احتمالية الحصول على نتائج أفضل وبيانات أكثر دقة تزداد.

اختبارات التصوير

يستخدم الأطباء مجموعة متنوعة من اختبارات التصوير للمساعدة في تشخيص سبب الصرع لدى الطفل بدقة.

فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي

في فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، يقوم المجال المغناطيسي وموجات الراديو بإنشاء صور حاسوبية ثنائية أو ثلاثية الأبعاد للدماغ. عادةً ما يستخدم الأطباء التصوير بالرنين المغناطيسي لرؤية بنية الدماغ بشكل أفضل والتحقيق في المشكلات التي تسبب النوبات.

الاشعة المقطعية

التصوير المقطعي هو نوع من الأشعة السينية التي تنتج صورًا تفصيلية للأنسجة والأعضاء الداخلية. يساعد التصوير المقطعي الأطباء على تحديد تشوهات الدماغ المحتملة التي تسبب النوبات، مثل الأنسجة التالفة أو الأورام أو الأوعية الدموية الخاطئة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذا الاختبار اكتشاف مشاكل في دوران السائل الشوكي.

التصوير المقطعي ليس دقيقًا مثل التصوير بالرنين المغناطيسي؛ ولكن يتم ذلك بسرعة وهو أكثر فائدة في حالات الطوارئ.

التصوير المقطعي المحوسب لانبعاث فوتون واحد

يعد التصوير المقطعي المحوسب بانبعاث فوتون واحد أداة تصوير توضح تدفق الدم في الدماغ.

أثناء الاختبار، يتم حقن كمية صغيرة من مركب مشع في الوريد الموجود في ذراع الطفل. وتتدفق هذه المادة إلى مناطق مختلفة من الدماغ ويتم قياس الجزيئات التي تفرزها. يشير عدد كبير من الجزيئات المنطلقة عند نقطة معينة إلى زيادة في تدفق الدم عند تلك النقطة.

يتم عرض نتائج الاختبار على شاشة الكمبيوتر. هنا تمثل الألوان المختلفة مستويات مختلفة من تدفق الدم. إذا تم إجراء الفحص أثناء النوبة أو بعدها مباشرة؛ ويشير على الأرجح إلى زيادة تدفق الدم إلى منطقة الدماغ التي حدثت فيها النوبة.

وباستخدام الكمبيوتر، يمكن مقارنة نتائج هذا الفحص بالأشعة المقطعية مع العينة التي تم الحصول عليها مباشرة بعد النوبة؛ في هذه الحالة، من الأفضل تحديد أي جزء من الدماغ تنشأ منه النوبة.

فحص الحيوانات الأليفة

يستخدم فحص PET كمية صغيرة من الجلوكوز المشع، أو السكر، لإنشاء صورة مفصلة للدماغ. وفي هذه الحالة يمكن للطبيب مراقبة تدفق الدم ونشاط خلايا الدماغ والتحقق من كيفية استقلاب الدماغ للسكر.

وفي هذه الحالة يستطيع الطبيب تقييم كفاءة دماغ الطفل وتحديد المنطقة من الدماغ التي تحدث فيها النوبات البؤرية. وفي الواقع فإن أجزاء الدماغ التي لا تستخدم السكر بشكل جيد؛ غالبًا ما تكون هذه هي نفس أجزاء الدماغ التي تحدث فيها هذه النوبات.

المسح الطيفي بالرنين المغناطيسي

في اختبار التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي، يتم استخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لتحليل المكونات الجزيئية للأنسجة في منطقة معينة من الدماغ. وفي هذه الحالة، يستطيع الأطباء تمييز النوبات عن الأمراض الأخرى مثل الاضطرابات الأيضية، أو الأورام، أو السكتات الدماغية. وفي الوقت نفسه، فإنه يوفر إمكانية للأطباء لفحص الأنسجة المحتملة التي تسبب النوبات بطرق أخرى.

التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي

في طريقة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، يتم استخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي القياسي لتحديد وظيفة الدماغ أثناء مهام محددة. يقيس هذا الاختبار التغيرات في الأكسجين وتدفق الدم في منطقة معينة من الدماغ أثناء مهمة محددة.

خلال هذا الاختبار، قد يطلب الطبيب من الطفل القيام بمهمة ما بشكل متكرر؛ مثل قراءة نص قصير أو قول كلمات بسيطة. يتم بعد ذلك تسليط الضوء على منطقة الدماغ المستخدمة للقيام بهذه المهام في الفحص.

ومن خلال تحليل هذه البيانات يستطيع الطبيب تحديد مناطق الدماغ التي تلعب دوراً حيوياً في أداء وظائف اللغة والذاكرة؛ وهذا أكثر أهمية عند النظر في ظروف الجراحة.

تخطيط الدماغ المغناطيسي (التصوير المغناطيسي للدماغ)

تصوير الدماغ المغناطيسي هو تقنية تصوير تستخدم لتحديد وتحليل نشاط الدماغ. في هذه الطريقة، يتم قياس وتسجيل المجال المغناطيسي الذي ينتجه الدماغ.

وهنا أجهزة الكشف التي يتم وضعها بالقرب من الرأس؛ تسجل الموجات المغناطيسية ما بين النوبات ثم ترسم صورة ثلاثية الأبعاد لها على التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لدماغ الطفل. يساعد هذا الاختبار الأطباء على التركيز على الجزء من الدماغ الذي تحدث فيه النوبة وفحصه بثلاثة أبعاد. بالإضافة إلى ذلك، باستخدام هذه الطريقة، يمكن رسم مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة والحواس واللغة بصريًا.

تصوير المصدر الكهربائي

في طريقة التصوير بالمصدر الكهربائي، يتم استخدام طريقة تسجيل شريط الدماغ عالي الكثافة. في هذا الاختبار، يتم وضع شبكة مكونة من 128 إلى 256 جهاز استشعار على رأس الشخص؛ ثم يتم دمج نتائج هذا الاختبار مع تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي والنماذج الرياضية لتحديد مناطق الدماغ المسؤولة عن إنتاج أعراض الصرع. هذا اختبار للمرضى الخارجيين يشبه اختبار تخطيط كهربية الدماغ (EEG) العادي الذي يستغرق عادةً حوالي ساعة وغالبًا ما يسجل النشاط الذي يحدث بين النوبات. يتم بعد ذلك تحليل هذه البيانات لتحديد مصدر النشاط في الدماغ والمساعدة في التخطيط لعملية جراحية لعلاج النوبات التي يصعب التحكم فيها.

الاختبارات الجينية لتشخيص النوبات عند الأطفال

يمكن للاختبارات الجينية أن تساعد الأطباء على تحديد سبب الصرع لدى الطفل. عادةً ما تُستخدم المعلومات المستمدة من الاختبارات الجينية لتحديد الأدوية المضادة للاختلاج المناسبة للطفل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد هذا الاختبار الأطباء على فهم نتائج التشخيص على المدى الطويل بشكل أفضل.

في بعض الأحيان، يستخدم الأطباء لوحة جينات الصرع لتقييم الجينات الأكثر شيوعًا المرتبطة بالصرع. وبدلاً من ذلك، يمكن تحليل كروموسومات الطفل للبحث عن التشوهات المحتملة المرتبطة بالصرع. الشيء الآخر الذي توفره الاختبارات الجينية هو تسلسل الإكسوم الكامل. في هذه الطريقة، يتم تقييم كود الحمض النووي بأكمله للعثور على الطفرات الجينية المرتبطة بالصرع. ولهذا السبب، يقوم الأطباء عادةً بتحليل الحمض النووي لعينات دم الطفل. وفي بعض الحالات، يكون من الضروري تحليل الحمض النووي لعينات اللعاب.

في بعض الأحيان، لفهم سبب صرع الطفل بشكل أفضل، يوصى أيضًا بإجراء اختبار جيني للوالدين.